16 فكرة على ”العاشر

  1. تقرير عن القراءات السبع

    عمل الطالبة منى سراج الدين ابراهيم

    عاشر (4)

    القراءات : جمع قراءة وهي مصدر لفعل قرأ

    1. وفي الاصطلاح : ( مذهب يذهب إليه إمام من أئمة القراء مخالفاً به غيره في النطق بالقرآن الكريم ، مع اتفاق الروايات والطرق عنه ، سواء أكانت هذه المخالفة في نطق الحروف أم في نطق هيئاتها

    وقال البناء رحمه الله : هو علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها معزواً لناقله

    وبعبارة اخرى : فالقراءات مذهب من مذاهب النطق في القرآن يذهب به إمام من الأئمة القراء مذهباً يخالف غيره ، وعلى سبيل المثال : النطق بالحروف من تخفيف وتشديد وتشكيل وإمالة وغيرها . . .

    ثم يذكر البناء متابعاً : أنها مستمدة من السنة والإجماع .

    ومثل هذه التعاريف وغيرها فإنها تعرف لنا القراءة من حيث نسبتها للإمام المقرئ الذي هو عالم بالقراءات ، والذي رواها مشافهة بالتلقي عن أهلها إلى أن يبلغ النبي r . لأن الأصل في القراءة هو النقل بالإسناد المتواتر إلى النبي r .

    والمصحف الإمام يحتمل النطق بكل القراءات إلا ما كان منها بزيادة حروف ، فقد تكون ثابتة في بعض المصاحف العثمانية دون بعض .

    ويرجع عهد القراء الذين أقاموا للناس على طرائقهم في التلاوة إلى عهد الصحابة رضي الله عنهم وكان أهم من اشتهر بإقراء القرآن منهم كما ذكر الإمام السيوطي هم : عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت وابن مسعود وأبو الدرداء ، وأبو موسى الأشعري . وقد قرأ على أبيّ جماعة من الصحابة منهم أبو هريرة وابن عباس وعبد الله بن السائب وأخذ عن هؤلاء الصحابة كثير من التابعين في كل مصر من الأمصار .

    فكان بالمدينة المنورة على سبيل المثال سعيد بن المسيب وغيره .

    وبمكة : مجاهد وعكرمة وغيرهما .

    وبالكوفة : علقمة والنخعي والشعبي وغيرهم .

    وبالبصرة : الحسن وابن سيرين وقتادة وغيرهم .

    وبالشام : المغيرة بن أبي شهاب المخزومي صاحب عثمان وغيره . . .

    وفي عهد التابعين على رأس المائة الأولى من الهجرة تجرد قوم واعتنوا بضبط القراءة عناية تامة ، حين دعت الحاجة إلى ذلك وجعلوها علماً كما فعلوا بعلوم الشريعة وصاروا أئمة يقتدى بهم ويرحل إليهم ، واشتهر منهم ومن الطبقة التي تلتهم الأئمة السبعة الذين تنسب إليهم القراءات إلى اليوم .

    ولقد مرَّ معنا فيما مضى أن الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن لايمكن أن يراد بها القراءات السبع المشهورة ، وعللنا ذلك في موضعه ، ولكن هذا الإيهام الذي وصل إلى الأذهان يقع لومه على عاتق الإمام الكبير أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس المشهور ( بابن مجاهد ) الذي كان شيخ القراء في بغداد في زمانه ، حيث قام على رأس القرن الثالث للهجرة في بغداد فجمع سبع قراءات لسبعة من أئمة الحرمين والعراقين والشام الذين اشتهروا بالثقة والأمانة والضبط وملازمة القراءة ، وعلى جناح السرعة تبادر للناس مباشرة بأن القراءات هي سبعة فقط ، وبما أنها سبعة فإنها هي الحرف السبعة نفسها ، علماً بأن القراءات هي أربع عشرة قراءة ، ولكن التي حظيت بالشهرة ونباهة الشأن هي القراءات السبع المنسوبة إلى الأئمة السبعة المعروفين ، ولقد كان اقتصار الإمام ابن مجاهد على هؤلاء السبعة مصادفة واتفاقاً ، من غير قصد ولا عمد ، إذ كان في أئمة القراء من هم أجل منهم قدراً ، ولكنه أخذ على نفسه ألا يروي إلا عمن اشتهر بالضبط والأمانة وطول العمر في ملازمة القراءة واتفاق الاراء على الأخذ عنه والتلقي منه . فلم يتم له ما أراده هذا إلا عن هؤلاء السبعة وحدهم ، علماً بأن القراء كانوا لا يحصون عدداً لكثرتهم .

    وهذا الذي جعل الإمام أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي يلوم ابن مجاهد ويقسو عليه في تعبيره حيث يقول : ( لقد فعل مسبع هذه السبعة ما لا ينبغي له ، واشكل الأمر على العامة بإيهامه كل من قل نظره أن هذه القراءات هي المذكورة في الخبر ، وليته إذ اقتصر نقص عن الســـــبعة أو زاد ليزيل الشبهة ! ).

    أنــــواع القـــراءات

    وهذا العنوان يعني تقسيم القراءات حسب درجاتها ، ولكن قبل توضيح ذلك لا بد أن نذكر ما أورده الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في ضابط القراءة المقبولة وتعريفها ، وهذا يحتاج إلى عنوان جانبي .

    ضابط القراءة المقبولة :

    لقد ضبط علماء القراءات القراءة المقبولة بقاعدة مشهورة متفق عليها بينهم ، وهي :

    1- كل قراءة صح سندها إلى رســول الله r .

    2- واستقام وجهها في العربية ، ولو بوجه.

    3- ووافقت خط المصحف الإمام ، أو وافقت أحد المصاحف العثمانية ولو تقديراً

    فلا يجوز ردها بل هي قرآن منزل تصح الصلاة به ، ويستوي في ذلك ما ورد عن السبعة أو عن بقية العشرة أو عن غيرهم من الثقات .

    ومتى اختل شرط من هذه الشروط الثلاثة فهي من الشاذ ، يعني لا يصح القراءة بها في الصلاة .

    هذا ما حققه الأئمة سلفاً وخلفاً .

    وإليك تفصيل لأنواع القراءات :

    1ً- القراءة المتواترة :
    وهي : ما نقله جمع لا يتواطأ على الكذب عن جمع مثلهم إلى منتهى المســـند ، ومثالها ما حققه الســـبعة واتفقوا عليه ومنه قوله تعــالى : { ســـواء عليهم أأنذرتهم } فكلهم يحقق الهمـزة الأولى ، أما الهمزة الثانية فقالون و ابوعمرو يسهلانها ويدخلان بينها ألفاً .

    وكذلك قوله تعالى : { يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم } . فقد اتفق السبعة على فتح الياء في { نعمتيَ } وهي قراءة الجمهور .

    2القراءة المشهورة :
    وهي ما صح سندها بأن رواها العدل الضابط عن مثله ووافقت العربية ووافقت أحد المصاحف العثمانية سواء أكان عن الأئمة السبع أم العشرة أم غيرهم عند القراء فلم يعدّوه من الغلط ولا من الشذوذ إلا أنها لم تبلغ درجة المتواتر ، ومثالها : ما اختلفت الطرق في نقله عن السبعة فرواه بعض الرواة عنهم دون بعض . ومنه قوله تعالى : { وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً } ، ففي قوله تعالى : { نخرج } ثلاث قراءات بالياء والنون :

    1- فأبو جعفر قرأها بالياء المثناة من تحت مضمومة وفتح الراء مبنياً للمفعول ونائب الفاعل ضمير الطائر . { يُخرَج } .

    2- وقرأ يعقوب بفتح الياء وضم الراء مضارع خرج ووافقه ابن محيصن و الحسن والفاعل ضمير الطائر أيضاً . { يَخرُج } .

    3- والباقون بنون العظمة وكسر الراء واتفقوا على نصب { كتاباً } على المفعول به الأخيرة وعلى الحال في السابقتين . { نُخرِج } .

    وفي قوله تعالى : { يلقاه } قراءتان :

    1- فابن عامر وأبو جعفر بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف مضارع لَقَى بالتشديد . { يُلَقَّاهُ } .

    2- والباقون بالفتح والسكون والتخفيف مضارع لَقِيَ ، { يَلْقَاه } ومن هذه القراءات نرى احتمال رسم المصحف لها وموافقة العربية مع صحة السند . وهذه القراءات المشهورة تأخذ حكم المتواتر في وجوب قبولها والعمل بمقتضاها والتعبد بها مادامت صحيحة السند بأن رواها العدل الضابط عن مثله ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولم يعترض عليها قارئ .

    3ً- القراءة الآحادية :
    وهي ما صح سندها وخالفت الرسم أو العربية أو لم تشتهر الاشتهار المذكور وهذا النوع لا يقرأ به ولا يجب اعتقاده . ومن ذلك قوله تعالى : { لقد جاءكم رسول من أنفَسكم } بفتح الفاء { أنْفَسكم } . وكذلك قوله تعالى : { على رفرف خضر وعبقري حسان } رويت : { على رفارف خضر وعباقري حسان } . ومع ذلك فإنه لا يتعبد بمثل هذه القراءات .

    4ً- القراءةالشاذة :
    وهي ما لم يصح سندها ، ولو وافقت رسم المصحف والعربية ، كقراءة ابن السَّميقع : { فاليوم ننحيك ببدنك } بالحاء المهملة { لتكون لمن خَلَفك آية } بفتح اللام من كلمة { خَلَفك } .

    5ً- القراءة التفسيرية :
    وهي ما زيد في القراءة على وجه التفسير كما مرَّ في الأحرف السبعة . وهي المدرجة لأنها تشبه المدرج من أنواع الحديث ومثالها ما روي من قراءة سعد بن أبي وقاص قوله تعالى : { وله أخ أو أخت من أم } بزيادة لفظ { من أم } للتفسير .

    وكذلك ما روي من قراءة ابن عباس قوله تعالى : { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم في موسم الحج } بزيادة لفظ { في موسم الحج } للتفسير .

    وهاتان القراءتان للتفسير وفيهما زيادتان على النص لا وجود لهما في المصحف العثماني .

    وهذا نوع كذلك لا يجوز اعتقاده ولا يتعبد بتلاوته ، وسنرى أن له بعض الفائدة في معاني الآية

    والاســـتدلال بها ، واختلاف الآراء الفقهيـة بصددها وربما اعـتبرها البعـض قراءات منســـوخة فـلا

    يتعبد بها .

    6ً- القراءة الموضوعة :
    وهي القـراءة المختـلقة المكذوبة التي لا أصل لها . وهذه الأنواع الثلاثة الأخيرة لا تحل القراءة بها ، وبالأحرى إذا كانت قراءة الآحاد لا تجوز القراءة بها ، ويعاقب من قرأ بها ، فكيف بالشاذة التي لم يصح سندها أوالتفسيرية !؟ فمن باب أولى الموضوعة التي لا أساس لها أصلاً . ونسبت إلى قائلها من غير أصل ، ومثال ذلك القراءات التي جمعها محمد بن جعفر الخزاعي ونسبها إلى أبي حنيفة رضي الله عنه كقراءة : { إنما يخشى الله من عباده العلماء } برفع اسم الجلالة ونصب العلماء .

    القراءات المتواترة وقراؤها

    من الضـروري والطبيعي أن يشـتهر في كل عصر جماعة من القراء ، في كل طبقة من طبقات الأمة ، يتفوقون في حفظ القرآن الكريم واتقان ضبط أدائه ، والتصدي والتفرغ لتعليمه ، من عصر الصحابة ، ثم التابعين ، وأتباعهم وهكذا ، وكان من القراء من بلغ الذروة في الاتقان والضبط ، كما كان ثمة قراءة دونهم ، وآخرون ليسوا من أهل الاتقان ، فقام العلماء بتمحيص هذه القراءات ودراسة أحوالها ، وبينوا للناس المتواتر منها .

    واعتباراً من عصر التابعين انتشرت القراءات كثيراً فشعرت طائفة من أهل العلم بضرورة الأحتياط للقرآن الكريم وقراءاته ، فنهض كل إمام بضبط القراءة عن الأئمة المقرئين وهكذا في العصور التالية ، ثم أودعت تلك القراءات في مؤلفات خاصة ، كما فعله أبو عبيدة ثم الطبري ومن جاء بعد . .

    ثم يقول الدكتور نور الدين عتر نقلاً عن الإمام ابن الجزري في كتابه : ( النشر في القراءات العشر ) . ( ثم تجرد قوم للقراءة والأخذ ، واعتنوا بضبط القراءة أتم عناية حتى صاروا في ذلك أئمة يقتدى بهم ويرحل إليهم ، ويؤخذ عنهم ، أجمع أهل بلدهم على تلقي قراءتهم بالقبول ، ولم يختلف فيها اثنان ، ولتصّديهم للقراءة نسبت إليهم .

    ثم اعلم أن التحقيق الذي يؤيده الدليل ، هو أن القراءات العشر كلهامتواترة ، وهو رأي المحققين من الأصوليين والقراء كابن السبكي وابن الجزري والنوبري وغيرهم وعلى هذا فالقراءات العشر بين أيدينا اليوم متواترة دون غيرها ، قال الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى ما يفيد : أن الذي جمع في زمنا هذه الأركان الثلاثة : ( أي في ذلك الضابط المشهور مع ملاحظة إ بدال شرط صحة الإسناد بتواتره ) هو قراءة الأئمة العشرة التي اجمع الناس على تلقيها بالقبول . أخذها الخلف عن السلف إلى أن وصلت إلى زماننا ، فقراءة احدهم كقراءة الباقين في كونها مقطوعاً بها .

    أما قول من قال : إن القراءات المتواترة لا حد لها فإن أداء القراءات المعروفة في زماننا فغير صحيح ، لأنه لا يوجد اليوم قراءة متواترة وراء القراءات العشر . وإن أراد ما يشمل قراءات الصدر الأول فمحتمل والله تعالى أعلم .حكم ما وراء العشر :

    لقد وقع الخلاف في القراءات الأربع التي تزيد على العشر وتكمل الأربع عشرة : فقيل بتواتر بعضها ، وقيل بصحتها ، وقيل بشذوذها ، إطلاقاً في الكل . وقيل : إن المسألة ليست مسألة أشخاص ولا أعداد ، بل هي قواعد ومبادئ ، فأيما قراءة تحققت فيها الأركان الثلاثة التي مرت معنا فهي مقبولة ، وإلا فهي مردودة . لا فرق حينئذ بين قراءات القراء السبع والقراء العشر والقراء الأربعة عشر وغيرهم ، فالميزان واحد في الكل والحق أحق أن يتبع .

    القرّاء :
    القراء : جمع قارئ وهو في اللغة اسم فاعل من قرأ . ويطلق في الاصطلاح على إمام من الأئمة المعروفين الذين تنسب إليهم القراءات السابقة ، ولنأخذ نبذة عنهم وعن أسمائهم مستفتحين أولاً بالسبعة ثم العشرة ثم الأربعة عشر .

    القراء السبعة :

    1- ابن عامر اسمه عبد الله بن عامر اليحصبي , نسبة إلى يحصب إمام القراء بالشام ، وهو تابعي جليل شامي لقي من الصحابة واثلة بن الأسقع والنعمان بن بشير رضي الله عنهما وأخذ القراءة عن المغيرة بن أبي شهاب المخزومي ، عن عثمان بن عفان ، عن رسول الله r .

    وقيل إنه قرأ على عثمان نفسه ، وقد توفي بدمشق سنة /118/ هـ .

    وقد اشتهر برواية قراءته هشام وابن ذكوان ولكن بواسطة أصحابه .

    2- ابن كثير اسمه عبد الله بن كثير الداري ، تابعي جليل مكي لقي من الصحابة عبد الله بن الزبير ، وأبا أيوب الأنصاري ، وأنس بن مالك رضي الله عنهم ، وأخذ القراءة عن عبد الله بن السائب المخزومي ، وعبد الله هذا أخذها عن أبي بن كعب وعمر بن الخطاب عن رسول الله r وقد توفي بمكة سنة /120/ هـ .

    وقد اشتهر بالرواية عنه – لكن بواسطة أصحابه – البزي وقنبل .

    3- عاصم ااسمه عاصم بن أبي النجود الأسدي ، رجل صالح جليل كوفي أخذ القراءة عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله r وأخذ أيضاً عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي ، معلم الحسن والحسين . وقد توفي بالكوفة سنة /127/ هـ .

    وقد اشتهر بالرواية عنه شعبة وحفص بدون واسطة .

    4- أبو عمرو اسمه زبَّان بن العلاء عمار البصري ، رجل صالح جليل بصري أخذ القراءة عن مجاهد بن جبر ، وسعيد بن جبير ، عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن رسول الله r . وقد توفي بالبصرة سنة /154/ هـ .

    وقد كان ممن اشتهر بالرواية عنه : الدوري والسوسي بواسطة .

    5- حمزة اسمه حمزة بن حبيب الزيات مولى عكرمة بن ربيع التيمي ، رجل صالح جليل كوفي أخذ القراءة عن أبي محمد سليمان بن مهران ألأعمش ، عن يحيى بن وثاب ، عن زر بن حبيش عن عثمان وعلي وابن مسعود ، عن النبي r . وقد توفي بحلوان سنة /156/ هـ .

    كان ممن اشتهر يالرواية عنه : خلف وخلاّد ولكن بواسطة .

    6- نافع اسمه نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم ، رجل صالح جليل مدني أخذ القراءة عن أبي جعفر القاري وعن سبعين من التابعين ، وهم أخذوا عن عبد الله بن عباس وأبي هريرة ، عن أبي بن كعب ، عن رسول الله r ، وقد توفي بالمدينة سنة /169/ هـ .

    وكان ممن اشتهر بالرواية عنه قالون وورش بدون واسطة .

    7- الكسائي اسمه علي بن حمزة الكسائي النحوي رجل صالح جليل كوفي كان إماماً في اللغة والنحو والقراءة ، تعلم بالكوفة وقرأ النحو بعد الكبروسكن بغداد . وقد توفي بالكوفة سنة /189/ هـ .

    وقد اشتهر بالرواية عنه أبو الحارث والدوري .

    وقد علمت فيما مضى أن القراءات أكثر من ذلك بكثير ، لكن ابن مجاهد استتم جمع هذه السبع لشروطه التي راعاها ، وقد تابع العلماء البحث لتحديد القراءات المتواترة ، حتى استقر الاعتماد العلمي واشتهر على زيادة ثلاث قراءات ، وهذه القراءات الثلاث هي قراءات هؤلاء الأئمة

    8- ابو جعفر اسمه يزيد بن القعقاع القاري . تابعي جليل مدني أخذ القراءة عن عبد الله ابن عباس وأبي هريرة ، عن أبي بن كعب ، عن رسول الله r . وقد توفي بالمدينة سنة /130/ هـ.

    وقد اشتهر بالرواية عنه أبو موسى عيسى بن وردان وابن جمّاز .

    9- يعقوب اسمه بعقوب بن اسحاق الحضرمي رجل صالح جليل كوفي أخذ القراءة عن أبي المنذر سلام بن سليمان الطويل عن عاصم وأبي عمرو توفي بالكوفة سنة /205/ هـ .

    وقد كان ممن اشتهر بالرواية عنه رَوْح بن عبد المؤمن ورويس محمد بن المتوكل اللؤلؤي وغيرهما .

    10- خلف اسمه خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف بن ثعلب . رجل صالح جليل أخذ القراءة عن سليم عن حمزة ، وعن يعقوب بن خليفة الأعشى ، وعن أبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري وعن أبان العطار ، وهم عن عاصم . وقد توفي سنة /229/ هـ .

    وكان ممن اشتهر بالرواية عنه أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد البغدادي . وأبو يعقوب إسحاق إبراهيم بن عثمان بن عبد الله ، المروزي .

    وأما الأربعة الباقون الذين إذا اضيفوا إلى العشرة السابقين كملت عدة القراء الأربعة عشر الذين تنسب إليهم القراءات المعروفة بالقراءات الأربع عشرة ، وهم :

    11- الحسن البصري هو السيد الإمام الحسن بن أبي الحسن يسار أبو سعيد البصري الغني بشهرته عن تعريفه المتوفى سنة /110/ هـ .

    12- ( ابن محيصن ) هو محمد بن عبد الرحمن السهمي المكي ، مقرئ أهل مكة مع بن كثير المتوفي سنة /123/ هـ .

    13- ( يحيى اليزيدي ) هو يحيى بن المبارك بن المغيرة الإمام أبو محمد العدوي البصري المعروف باليزيدي المتوفى سنة /202/ هـ .

    14-( الشنبوذي ) هو محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن العباس بن ميمون أبو الفرج الشنبوذي الشطوي البغداديالمتوفى سنة /388/ هـ .

    ونسأل الله تعالى أن يتغمد الجميع بواسع رحماته ، وأن يجزيهم أفضل الجزاء على ما قدموه لنا ، وعى خدمتهم لكتاب الله تعالى . آميـــن .

    وجوه الحكمة في تعدد القراءات :
    اقتضت حكمة العلي الاعلى أن ينزل القرآن بلسان عربي مبين بلسان قوم الرسول النبي العربي المبين r كما قال الله تعالى : { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ، ليبين لهم } واذن الله لرسوله الكريم صلوات ربي وتسليماته عليه بقراءة القرآن بالقراءات المعتمدة لحكم عديدة نبينها فيما يلي :

    1- التهوين والتسهيل والتخفيف على الأمة :

    فنحن نعلم ان العرب كانوا يختلفون في طريقة الأداء بحيث لا تتمكن القبيلة من قراءة لم يتعود عليها لسانها والله تعالت رحمته وحكمته يقول : { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } زكما يقول أيضاً : { يريد الله أن يخفف عنكم }

    وإن هذا التخفيف جعل الأمة الإسلامية تجتمع على لسان واحد ، وهو لسان قريش الذي نزل به القرآن الكريم ، لأن لغات العرب جمعاء تمثلت في لسان القرشيين بهذا المعنى ، وكانت هذه حكمة إلهية سامية ، فإن وحدة اللسان العام من أهم العوامل في وحدة الأمة ، خصوصاً أول عهدها بالتوثب والنهوض .

    2- اختلاف القراءات يظهر الأختلاف في الأحكام مع الإعجاز في الإيجاز اللفظي لكون الكلمة الواحدة بمنزلة كلمتين أو أكثر :

    ومن هذا ما اختلف فيه الفقهاء في مسألة نقض وضوء الملموس وعدمه على اختلاف القراءة في { لمستم ولامستم } .

    قال البناء : بالألف أي ( ماسستم بشرة النساء وقيل جامعتموهن ) واللمس باليد ، فعلى اللمس لا نقض وعلى المس ينتقض الوضوء .

    ومن أمثلة اختلاف الحكم الفقهي بتعدد القراءة ما هو معروف من جواز وطء الحائض عند انقطاع الدم قبل الغسل وعدمه على الاختلاف في { يطهرن }

    فعلى قراءة التشديد يلزم الغسل بعد انقطاع الدم أما قراءة التخفيف فتفيد الجواز – ( يعني جوازالوطء ) – بمجرد انقطاع الدم عنهن وقبل الأغتسال .

    وطالما أن القرائتين الواردنتين متواتران فلا تفضيل لأحداهما عن الأخرى فيجوز هذا ويجوز ذاك ولكنه من الواجب على المرأة بصفة عامة ألا تؤخر غسل الجنابة سواء من حيض أو نفاس أو جماع حتى تواظب على الصلوات في أوقاتها ، ( فزيادة المبنى تدل على زيادة المعنى ) .

    3- قد يختلف المعنى باختلاف القراءة :

    كما في قوله تعالى : { وهو الذي يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته } فـقـد قرئـت :

    { بشراً } بأربعة أوجه :

    ( أ ) بُشْراً : بالباء المضمومة والشين الساكنة جمع بشير .

    (ب) نُشْراً : بالنون المضمومة والشين الساكنة جمع ناشر .

    (جـ) نَشْراً : بالنون المفتوحة والشين الساكنة بمعنى منشورة أي متفرقة .

    ( د ) نُشُراً : بالنون والشين المضمومتين وهي مفردة جمع نشر بفتح فسكون .

    وهذا يدل كذلك على الإعجاز في الإيجاز اللفظي فتنوع القراءات بمنزلة تنوع الآيات .

    4- إظهار سر الله تعالى في كتابه وصيانته له عن التبديل والأختلاف والاضطرابات مع كونه على هذه الأوجه الكثيرة :

    فسبحان من حفظ كتابه و قراءته عن العبث والتغيير وعن التناقض رغم ما احتوى من كثرة تشريعاته وقضاياه وسبحانه القائل : { أفلا يتدبرون القرآن ولوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً } .

    5- إظهار فضل الأمة الإسلامية وشرفها ومكانة لغتها على غيرها من الأمم واللغات :

    حيث لم ينزل كتاب من السماء بأكثر من قراءة غير القرآن الكريم . { ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم }

    6- إعظام أجر علماء هذه الأمة :

    حيث أنهم يفرغون جهدهم في تحقيق الكتاب وضبطه لفظة لفظة حتى مقادير المدَّات وتفاوت الإمالات وتتبع معاني ذلك واستنباط الحِكم والأحكام من دلالة كل لفظ وإمعانهم الكشف عن التوجيه والتعليل والترجيح ، مما يؤكد لنا صدق هذا الكتاب المنزل وصدق ما يخبر به وأنه الفصل ليس بالهزل .

    7- بيان تفسير اللفظ بالقراءة غير المتواترة ودفع توهم ما ليس مراداً :

    وذلك مثل قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله } فقد قرئت : { فامضوا إلى ذكر الله } فالقراءة الأولى يتوهم منها وجوب السرعة في المشي إلى صلاة الجمعة ، ولكن القراءة الثانية رفعت هذا التوهم لأن المضي ليس من مدلوله السرعة . فالغاية هي الذهاب لا المشي السريع .

    وهناك كثير من الحكم في تعدد القراءات ولكن خير الكلام ما قلَّ ودلَّ . لأن ما مرَّ يعني أن هذا القرآن يعجز إذا قريء بهذه القراءة ، ويعجز أيضاً إذا قريء بهذه القراءة الثانية ، ويعجز أيضاً إذا قريء بهذه القـراءة الثالثة ، وهلمّ جراً .

    ومن هنا تتعدد المعجـزات بتعـدد تلك الوجـوه والحروف ! .

    والخلاصة :
    أن تنوع القراءات ، يقوم مقام تعدد الآيات وذلك ضرب من ضروب البلاغة ، ييتديء من جمال هذا الإيجاز ، وينتهي إلى كمال الإعجاز .

    أضف إلى ذلك ما في تنوع القراءات من البراهين الساطعة ، والأدلة القاطعة على أن القرآن كلام الله ، وعلى صدق من جاء به وهو رسول الله r ، فإن هذه الأختلافات في القراءة على كثرتها لا تؤدي إلى تناقص في المقروء وتضاد ، ولا إلى تهافت وتخاذل ، بل القرآن كله على تنوع قراءاته ، يصدّق بعضه بعضاً ، ويبين بعضه بعضاً ، ويشهد بعضه لبعض ، على نمط واحد في عُلُوِّ الأسلوب و التعبير ، وهدفٍ واحد من سُمُوِّ الهداية والتعليم ، وذلك – من غير شك – يفيد تعدد الإعجاز بتعدد القراءات والحروف

    • الاسم:لانا فاس
      العاشر/4
      القراءات السبع والعشر
      جاء الإمام أحمد بن موسى بن العباس المشهور بابن مجاهد المتوفى سنة (324هـ) فأفرد القراءات السبع المعروفة، فدونها في كتابه: القراءات السبعة فاحتلت مكانتها في التدوين، وأصبح علمها مفرداً يقصدها طلاب القراءات.
      وقد بنى اختياره هذا على شروط عالية جداً، فلم يأخذ إلا عن الإمام الذي اشتهر بالضبط والأمانة، وطول العمر في ملازمة الإقراء، مع الاتفاق على الأخذ منه، والتلقي عنه، فكان له من ذلك قراءات هؤلاء السبعة، وهم:
      1. عبد الله بن كثير الداري المكي، (45-120 هـ).
      2. عبد الله بن عامر اليحصبي الشامي (21-118 هـ).
      3. عاصم بن أبي النَّجود الأسدي الكوفي، المتوفى سنة (127هـ).
      4. أبو عمرو بن العلاء البصري، (70-154 هـ).
      5. حمزة بن حبيب الزيات الكوفي، (80-156 هـ).
      6. نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني، المتوفى سنة (169هـ).
      7. أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي النحوي الكوفي، المتوفى سنة (189هـ).
      ولم تكن هذه القراءات هي كلها بل هذه القراءات الت حددها ابن مجاهد لأنها وافقت الشروط التي وضعها. ولكل قارئ راويان يرويان عنه , فنافع المدني رواته : قالون و ورش , والمكي : قنبل والبزي , والشامي : هشام وابن ذكوان , وعاصم : حفص و شعبة، والبصري : الدوري البصري والسوسي , وحمزة : خلف وخلاد , والكسائي : الدوري الكسائي وابن الحارث .
      وقد تابع العلماء البحث لتحديد القراءات المتواترة، حتى استقر الاعتماد العلمي، واشتهر على زيادة ثلاث قراءات أخرى، أضيفت إلى السبع، أضافها الإمام محمد الجزري، فأصبح مجموع المتواتر من القراءات عشر قراءات، وهذه القراءات الثلاث هي قراءات هؤلاء الأئمة:
      1. أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني، المتوفى سنة (130هـ).
      2. يعقوب بن اسحاق الحضرمي الكوفي، المتوفى سنة (205هـ).
      3. خلف بن هشام، المتوفى سنة (229 هـ).
      وهنالك قراءات أخرى شاذة لا يصح التعبد بها لكنه يستدل بها أحيانا من الناحية اللغوية وهذه القراءات اشتهر منها أربع والكثير غيرها موجود في بطون الكتب.
      أهمية الأحرف السبعة والقراءات
      الأحرف السبعة والقراءات ظاهرة هامة جاء بها القرآن من نواح لغوية وعلمية متعددة، وفيما يلي موجزٌ عنها بحسب ما قرره علماء القراءات:
      1- زيادة فوائد جديدة في تنزيل القرآن: ذلك أن تعدد التلاوة من قراءة إلى أخرى، ومن حرف لآخر قد تفيد معنى جديداً، مع الإيجاز بكون الآية واحدة. ومن أمثلة ذلك آية الوضوء: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} (سورة المائدة:6)، قرئ: {وأرجِلَكم} بالنصب عطفاً على المغسولات السابقة، فأفاد وجوب غسل القدمين في الوضوء، وقرئ بالجر، فقيل: هو جر على المجاورة، وقيل: هو بالجر لإفادة المسح على الخفين، وهو قول جيد.
      2- إظهار فضيلة الأمة الإسلامية وقرآنها: وذلك أن كل كتاب تقدم نزوله على القرآن، فإنما نزل بلسان واحد، وأنزل القرآن بألسن سبعة بأيها قرأ القارئ كان تالياً لما نزل في القرآن.
      مؤلفات في علم القراءت
      1. الإمام أبو القاسم الشاطبي ودراسة عن قصيدته حرز الأماني –
      2. البيان في عد آي القرآن
      3. مخالفات النساخ ولجان المراجعة والتصحيح لمرسوم المصحف الإمام
      4. فن الترتيل وعلومه
      5. إعراب القراءات السبع وعللها، تأليف أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه،
      6. الإمالة والتفخيم في القراءات القرآنية حتى القرن الرابع الهجري دراسة مع تحقيق كتاب :الاستكمال لابن غلبون
      7. الجعبري ومنهجه في كنز المعاني شرح حرز الأماني وجه التهاني مع تحقيق نموذج من الكنز،
      8. القراءت الشاذة وتوجيهها النحوي
      9. السبع في القراءات لابن مجاهد،
      10. المكشاف عما بين القراءات العشر من خلاف تأليف د. أحمد محمد إسماعيل البيلي،
      11. كتاب معاني القراءات لأبي منصور الأزهري محمد بن أحمد،
      12. جمال القراء وكمال الإقراء تأليف أبي الحسن علم الدين على بن محمد السخاوي،
      13. الوقف على كلا وبل في القرآن،
      14. ما انفرد به القراء السبع وتوجيهه في النحو،
      15. موقف اللغويين من القراءات الشاذة
      16. لطائف الإشارات في فنون القراءات، المؤلف : القسطلاني،
      17. تمكين المد في “آتى” و”آمن” و”آدم” وشبهه لمكي بن أبي طالب القيسي،
      18. اللامات دراسة نحوية شاملة في ضوء القراءات القرآنية،
      19. القواعد والإشارات في أصول القراءات تأليف القاضي أحمد بن عمر بن محمد الحموي،
      20. القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث تأليف د. عبد الصبور شاهين،
      21. القرءات القرآنية بين العربية والأصوات اللغوية منهج لساني معاصر،
      22. الجوانب الصوتية في كتب الاحتجاج للقراءات
      23. الإدغام الكبير للداني،

  2. القراءات السبع
    عمل الطالبة : فرح خالد
    الصف : العاشر (4)
    ماهي القراءات السبع ؟

    القراءات السبع منسوبة لأئمةٍ تصدوا لنقل هذه القراءات وحفظها وضبطها عن من قبلهم إلى النبي وعددهم سبعة هم (نافع – ابن كثير – أبو عمرو – ابن عامر – عاصم – حمزة – الكسائي ) .
    فمن اين اتت السبع قراءات

    حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: ( سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَؤُهَا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَنِيهَا وَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَمْهَلْتُهُ حَتَّى انْصَرَفَ ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ فَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا فَقَالَ لِي أَرْسِلْهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ اقْرَأْ فَقَرَأَ قَالَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ لِي اقْرَأْ فَقَرَأْتُ فَقَالَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ) .رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري . فقول النبي (هَكَذَا أُنْزِلَتْ) يدل بوضوح أنها من عند الله تعالى .
    هل نزل القران بسبع صيغ ام انه نزل بصيغه واحده ومن ثم كتب بسبع صيغ
    القران نزل على سبعة أحرف وقد تعددت الأقوال حول المقصود منها ، ولعل أرجح الأقوال هو قول أبو الفضل الرازي الذي جنح إليه الزرقاني في كتابه مناهل العرفان ، وهو ما يشتمل القران على أوجه من الإفراد والتثنية واختلاف في وجوه الإعراب والنقص والزيادة والتقديم والتأخير واختلاف في اللهجات كالفتح والإمالة والتقليل …إلخ وما يهمنا في هذا الصدد هو أن القراءات السبع المنسوبة إلى الأئمة المذكورين منزلة من عند الله عز وجل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم نقلها عنه الصحابة ، ثم التابعون ومن بعدهم إلى يومنا هذا . وسبب نسبة هذه القراءات إليهم ليس لأنهم هم مؤسسوها كما يتوهم بعض الجهلة – فالأصل فيها النقل المتواتر عن النبي-
    بل لأنهم كانوا أشد حفظاً وضبطاً بين أقرانهم من العلماء وأوسعهم شهرة وإقراءاً فكان أن اختار ابن مجاهد هؤلاء السبعة وجمع عنهم القراءات مع أن المدن الإسلامية آنذاك كانت تعج بالقراء ولكن ابن مجاهد آلى على نفسه أن لا يأخذ إلا عمَّن بلغ الذروة في الضبط والأمانة والإتقان فتيسر له هؤلاء القراء ثم سار العلماء فيما بعد على سير ابن مجاهد في الأخذ عنهم . وأما رسم المصحف فهو محتمل لكل القراءات إلا إن كان هنالك زيادة حرف ، فهو مما لا يحتمله الرسم لذلك كتبت هذه الزيادات في نسخ دون أخرى . مثال ما يحتمله الرسم : وهو كثير في القران فقد يقرأ أحدهم ( تعملون ) ويقرأ الآخر ( يعملون ) كذلك (تبغون – يبغون ) (يحسبن – تحسبن) وأيضا ( ملك – مالك ) ، ( يحسَب – يحسِب ) ، ( يَصَّعَّدُ – يَصْعَدُ ) وأما ما لا يحتمله الرسم : كما في سورة التوبة ( وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) وقرأها ابن كثير ( وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

  3. الاسم” عذاري وليد
    الصف: العاشر/4

    التعريف
    لغة: الحرف في أصل كلام العرب معناه الطرف والجانب، وحرف السفينة والجبل جانبهما. اصطلاحاً: سبعة أوجه فصيحة من اللغات والقراءات أنزل عليها القرآن الكريم.

    بيان الأحرف السبعة في الحديث النبوي
    في الحديث عن عمر بن الخطاب قال: “سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة النبي محمد ، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يُقْرِئنيها [[محمد (رسول الله)، فكِدت أساوِره في الصلاة، فتصَّبرت حتى سلّم، فلَبَّبْتُهُ بردائه، فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ، قال: أقرأنِيْها [[محمد (رسول الله) ، فقلت له: كذبت، أقرانيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله ، فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تُقرئها، فقال: “أرسله، اقرأ يا هشام”، فقرأ القراءة التي سمعته، فقال رسول الله : “كذلك أنزلت” ثم قال محمد :”اقرأ يا عمر”، فقرأت التي أقرأني. فقال:”كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسر منه”. عن ابن عباس أن الرسول قال: ” أقرأني جبريل على حرف، فلم أزل أستزيده، ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف”.

    الأحرف السبعة والقراءات السبع
    دلت النصوص على أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات (أي لهجات باصطلاحنا المعاصر) نزل بها القرآن، والأحرف السبعة ليست هي القراءات السبع المشهورة، التي يظن البعض أنها الأحرف السبعة. وهذا يعده المختصون خطأً ناشئا عن الخلط وعدم التمييز بين الأحرف السبعة والقراءات. وهذه القراءات السبع إنما عرفت واشتهرت في القرن الرابع الهجري، على يد الإمام المقرئ ابن مجاهد الذي اجتهد في تأليف كتاب يجمع فيه قراءات بعض الأئمة المبرزين في القراءة، فاتفق له أن جاءت هذه القراءات سبعا موافقة لعدد الأحرف، فلو كانت الأحرف السبعة هي القراءات السبع، لكان معنى ذلك أن يكون فهم أحاديث الأحرف السبعة، بل العمل بها أيضاً متوقفاً حتى يأتي ابن مجاهد ويخرجها للناس وقد كثر تنبيه العلماء في مختلف العصور على التفريق بين القراءات السبع والأحرف السبعة، والتحذير من الخلط بينهما.

  4. فقد ثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف”.
    وقد اختلف العلماء في معنى هذا الحديث اختلافاً كبيراً، وقد سبق بيانه في الفتوى رقم: 5963.
    وليُعلم أن العلماء اصطلحوا بعد ذلك على تقسيم قراءات القرآن إلى سبع قراءات، حتى توهم عوام الناس أن القراءات السبع التي اصطلح عليها العلماء هي بعينها الأحرف السبعة الواردة في الحديث السابق، وهذا خطأ.
    قال السيوطي رحمه الله في الإتقان: قال أبو شامة: ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث، وهو خلاف أهل العلم قاطبة. ا.هـ
    وقد تمنى بعض العلماء لو أنها سميت بغير هذا الاسم ليزول هذا اللبس عن العوام.
    قال السيوطي في الإتقان: وقال أبو العباس بن عمار: لقد نقل مسبع هذه السبعة ما لا ينبغي له، وأشكل الأمر على العامة بإيهامِهِ كلَّ من قلّ نظره أن هذه القراءات هي المذكورة في الخبر، وليته إذا اقتصر نقص عن السبعة أو زاد ليزيل الشبهة. ا.هـ
    وقد اصطلح العلماء كذلك على تقسيم قراءات القرآن إلى عشر قراءات، فأضافوا إلى القراءات السبع ثلاث قراءاتٍ أخرى، كلها متواترة.
    قال السيوطي في الإتقان نقلاً عن ولد البغوي في كتابه منع الموانع: القراءات السبع التي اقتصر عليها الشاطبي والثلاث التي هي قراءة أبي جعفر ويعقوب وخلف متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ا.هـ
    ولمعرفة القراءات العشر ورواتها راجع الفتوى رقم: 11163.
    ويبقى بيان نقطة أخيرة وهي: الفرق بين القرآن والقراءات؟
    وقد بين الفرق بينهما الزركشي في البرهان في علوم القرآن فقال: واعلم أن القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان:
    فالقرآن هو: الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز.
    والقراءات هي: اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتابة الحروف أو كيفيتها من: تخفيف، وتثقيل وغيرها. ا.هـ

  5. بسم الله الرحمن الرحيم
    الاسم : زينة عبد اللطيف الصف العاشر 3
    النسخ هو المحو و الإزالة ووجود النسخ في القران الكريم متفق عليه بلا خلاف
    (1 نسخ التلاوة وإبقاء الحكم. ولا يجدون على ذلك غير مثالين هما: ” الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة” و “لو كان لابن آدم واديان من مالٍ لابتغى واديًا ثالثًا، ولا يملأ جوفَ ابن آدم إلا التراب، ويتوب اللّه على من تاب”

    (2 نسخ التلاوة والحكم معًا. ويضربون على ذلك أمثلة عديدة، منـها: أنَّ المسلمين والرسول صلى الله عليه وسلم قد نسوا سورة تعدل سورة براءة في الطول والشدة. ومنـها: أنَّ سورة الأحزاب كانت تعدل سورة البقرة، فتم نسيان معظمها، ولم يعد بإمكانـهم أن يتذكروا إلا بضعًا وسبعين آية.

    (3نسخ الحكم مع إبقاء التلاوة. أي إلغاء حكم الآية القرآنية، مع الإبقاء على لفظها في القرآن. والأمثلة على ذلك وصلت عند المكثرين إلى مئات الآيات، وعند المقلّين لم تتجاوز أصابع يد واحدة.

    )مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)البقرة

    )وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)النحل

  6. الاسم : فرح خالد
    الصف : عاشر 4
    تعريف النسخ:
    النسخ في اللغة: التبديل والإزالة.يُقال: نسخت الريح آثار الديار إذا أزالتها.
    وفي الاصطلاح: هو رفع حكم شرعي بدليل شرعي متأخر عنه.
    ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ﴾(المائدة48)
    {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون} (الأنفال:65).
    { الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين } (الأنفال:66)
    نسخ التلاوة والحكم معاً: ومثاله حديث عائشة قالت:
    «كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات يحُرمن، ثم نُسخن بخمس معلومات» – صحيح مسلم وغيره
    مثال :
    عند قيام الطبيب بعملية ما لمريضه يقول له لا تأكل طعاما دسما وبعدها بشهر عندما يتحسن يقول له كل ما بدا لك , فالطبيب نسخ حكمه بحرمة الأكل الدسم إلى تحليله, فهل الطبيب يناقض نفسه؟
    مثال اخر زيارة القبور
    أول الأمر كان العرب أمة تعظم الأصنام وتعبدها ويعبدون قبور الصالحين ’فحرم رسول الله زيارة القبور بأمر الله لألا يعودوا إلى عاداتهم , ثم لما ثبت الأمر بالمسلمين ومكن الله الإسلام والتوحيد في قلوبهم قال لهم رسول الله “كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكر الموت”

  7. بسم الله الرحمن الرحيم
    الاسم زينة هاشم
    العاشر 3
    قال ابن منظور رحمه الله في مادة سبط: (قال أبو العباس: سألت ابن الأعرابي: ما معنى السبط في كلام العرب؟

    قال: السِّبط، والسبطان، والأسباط خاصة الأولاد،

    وقيل: السبط واحد الأسباط وهو ولد الولد.أي ( الحفيد )

    • وهذا من ألقاب الحسين عليه السلام “سبط محمد النبي” (بحار الأنوار 45: 244)، الإمام الحسين عليه السلام هو السبط الأصغر للنبي صلى الله عليه وآله، وسبطه الأكبر هو الإمام الحسن عليه السلام؛ ويقال له أيضاً السبط المنتجب، كما يسمى هذان الحفيدان العزيزان على رسول الله باسم “السبطين” وهو ما جاء في الزيارات والروايات: “السلام عليكما يا سبطي نبي الرحمة وسيدي شباب أهل الجنة” (مفاتيح الجنان، زيارة السيدة المعصومة عليهما السلام).

اترك رداً على عاشر 4 إلغاء الرد